5%

في الأرض؛ فقد عزل معاوية بن هند، وقد نصحه جماعة من المخلصين له وطلبوا منه إبقاء معاوية، فأبى وامتنع من المداهنة في دينه، وكيف يُبقي الإمام في جهاز حكمه هذا الذئب الجاهلي، ويقرّه على عمله وهو رأس المنافقين ومصدر قوّتهم.

وكذلك عزل غير معاوية من ولاة عثمان، ولم يُبقِ واحداً منهم والياً على قطر من الأقطار.

٣ - المساواة بين المسلمين

وأعلن الإمام (عليه السّلام) المساواة العادلة بين جميع المسلمين، مساواة في العطاء، ومساواة في الحقوق وغيرهما من الشؤون الاجتماعيّة، وقد عوتب على مساواته في العطاء، فأجاب:«أَتَأْمُرُونِّي أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بِالْجَوْرِ فِيمَنْ وُلِّيتُ عَلَيْهِ؟! وَاللَّهِ لا أَطُورُ بِهِ مَا سَمَرَ سَمِيرٌ، وَمَا أَمَّ نَجْمٌ فِي السَّمَاءِ نَجْماً. لَوْ كَانَ الْمَالُ لِي لَسَوَّيْتُ بَيْنَهُمْ، فَكَيْفَ وَإِنَّمَا الْمَالُ مَالُ اللَّهِ؟ أَلا وَإِنَّ إِعْطَاءَ الْمَالِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ تَبْذِيرٌ وَإِسْرَافٌ، وَهُوَ يَرْفَعُ صَاحِبَهُ فِي الدُّنْيَا وَيَضَعُهُ فِي الآخِرَةِ، وَيُكْرِمُهُ فِي النَّاسِ وَيُهِينُهُ عِنْدَ اللَّهِ...» .

وهكذا سلك عليّ في أيام حكومته مسلكاً مشرقاً لا التواء ولا منعطف فيه؛ فطبّق العدل ونشر المساواة، فلم يؤثر أيّ أحد من أبنائه وأرحامه على غيرهم، ولم يمنحهم أيّ امتياز في دولته.

وكان من بوادر عدله أنّه دخل بيت المال فقسّمه، فجاءت طفلة إمّا للحسن أو للحسين، فتناولت منه شيئاً، فلمّا بصر بها أسرع إليها فأخذه منها وأرجعه إلى بيت المال، فقال له أصحابه: يا أمير المؤمنين، إنّ لها فيه حقّاً.

فأنكر عليهم ذلك، وقال: