5%

«لقد جئت شيئاّ إدّاً، وأمراً عظيماً! ألم أشفق عليك واُقدّمك على غيرك في العطاء، فلماذا تجازيني بهذا الجزاء؟» .

والتفت الإمام (عليه السّلام) إلى ولده الحسن (عليه السّلام) فأوصاه بالبرّ والإحسان بابن ملجم قائلاً:«يا بُني، ارفق بأسيرك وارحمه، واشفق عليه» .

فبُهر الحسن (عليه السّلام) وقال:«يا أبتاه، قتلك هذا اللعين، وفجعنا بك، وأنت تأمرنا بالرفق به!» . فأجابه الإمام (عليه السّلام) بما انطوت عليه نفسه من المُثل العليا قائلاً:«يا بُني، نحن أهل بيت الرحمة والمغفرة؛ أطعمه ممّا تأكل، واسقه ممّا تشرب، فإن أنا متّ فاقتصّ منه بأن تقتله، ولا تمثّل بالرجل؛ فإنّي سمعت جدّك رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: إيّاكم والمُثلة ولو بالكلب العقور. وإن أنا عشت فأعلم ما أفعله به، وأنا أولى بالعفو؛ فنحن أهل بيت لا نزداد على المذنب إلينا إلاّ عفواً وكرماً» .

أيّ نفس ملائكية هذه النفس التي توصي بالبرّ والإحسان لقاتلها؟!

السيّدة اُمّ كلثوم مع ابن ملجم

وبكت السيّدة اُمّ كلثوم، وأخذت تندب أباها بأشجى ما تكون الندبة، وأكبر الظنّ أنّها العقيلة الزينب، فقالت للباغي الأثيم ابن ملجم: يا عدو الله، قتلت أمير المؤمنين! فردّ عليها الباغي الزنيم: لم أقتل أمير المؤمنين، ولكن قتلت أباك. فردّت عليه: والله، إنّي لأرجو أن لا يكون عليه بأس. فأجابها ابن ملجم بصلف وشماتة: