وكفرهم، ولا ينجو منهم ناج. ولقد صدّق عليهم إبليس - وهو كذوب - أنّه لا ينفع مع عداوتكم عمل صالح، ولا يضرّ مع محبّتكم وموالاتكم ذنب غير الكبائر)) (١) .
وجعل الإمام (عليه السّلام) وهو في الساعات الأخيرة من حياته يوصي أبناءه، وفي طليعتهم سيّدا شباب أهل الجنّة الإمام الحسن والحسين (عليهما السّلام) بمكارم الأخلاق والزهد في الدنيا.
ومن بنود وصيّته هذه الوصايا الخالدة، قال (عليه السّلام):«اُوصيكما بتقوى الله، وأن لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تأسفا على شيء زُوي عنكما، وقولا للحقّ، واعملا للأجر، وكونا للظالم خصماً، وللمظلوم عوناً.
اُوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومَنْ بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم، وصلاح ذات بينكم؛ فإنّي سمعت جدّكما (صلّى الله عليه وآله) يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة والصيام.
الله الله في الأيتام فلا تغبّوا أفواههم (٢) ، ولا يضيعوا بحضرتكم. الله الله في جيرانكم؛ فإنّهم وصيّة نبيّكم، ما زال يوصي بهم حتّى ظننا أنّه سيورّثهم. والله الله في القرآن، لا يسبقكم بالعمل به غيركم. الله الله في الصلاة؛ فإنّها عمود دينكم. الله الله في بيت ربّكم لا تخلوه ما بقيتم؛ فإنّه إن تُرك لم تُناظروا - أي لم ينظر إليكم بالكرامة -.الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله، وعليكم بالتواصل والتباذل (٣) ، وإيّاكم والتدابر والتقاطع، لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فيتولّى عليكم شرارُكم ثمّ تدعون فلا يُستجاب لكم» .
ثمّ وجّه وصيته إلى آله وذويه قائلاً:
____________________
(١) كامل الزيارات / ٢٦٦.
(٢) لا تغبوا أفواههم: أي لا تقطعوا صلتكم عنهن، وصلوا أفواههم بالطعام دوماً.
(٣) التباذل: العطاء والصلة.