5%

«يا بني عبد المطلب، لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً تقولون: قُتل أمير المؤمنين، قُتل أمير المؤمنين (١) ؛ألا لا تقتلنَّ بي إلاّ قاتلي. انظروا إذا أنا متّ من ضربته هذه فاضربوه ضربة بضربة، ولا يُمثّل بالرجل؛ فإنّي سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: إيّاكم والمُثلة ولو بالكلب العقور» (٢) .

وحفلت هذه الوصية بالقيم الخالدة التي هي من أروع ما خلّفه الأنبياء والمصلحون لاُممهم وشعوبهم.

إقامة الحسن (عليه السّلام) من بعده

وأقام الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) خليفة على المسلمين من بعده ولده الأكبر سبط رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الإمام الحسن (عليه السّلام)، وأجمعت الشيعة على ذلك.

وذهب بعض أهل السُنّة إلى أنّ الإمام (عليه السّلام) لم يستخلف أحداً من بعده، مستدلّين على ذلك بما رواه شعيب بن ميمون الواسطي أنّه قيل لعليّ: ألا تستخلف؟ فقال: إن يرد الله بالاُمّة خيراً يجمعهم على خيرهم. وهذه الرواية من موضوعات شعيب ومن مناكيره كما نصّ على ذلك ابن حجر(٣) .

إنّ الإمام الحسن (عليه السّلام) هو أفضل إنسان في المجتمع الإسلامي، فهو سيّد شباب أهل الجنّة، وإمام إن قام أو قعد على حدّ تعبير رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وقد توفّرت فيه جميع الصفات الكريمة والنزعات الرفيعة، فكيف لا يُرشّحه الإمام لهذا المنصب الخطير؟ ومَنْ هو أحقّ به منه؟!

____________________

(١) يشير بذلك إلى مصرع عثمان الذي اتّخذ الاُمويّون دمّه ورقة رابحة في سبيل أطماعهم السياسيّة.

(٢) نهج البلاغة ٣ / ٨٥.

(٣) تهذيب التهذيب ٤ / ٣٥٧.