يجدّون في السير لا يلوون على شيء حتّى انتهوا إلى المدائن فعسكروا فيها.
ومُني الإمام الحسن (عليه السّلام) بحوادث مروّعة حينما كان في مسكن، كان من أقساها وأفجعها ما يلي:
وكان عبيد الله بن العباس قائداً لجميع القوات المسلّحة في جيش الإمام (عليه السّلام)، ولمّا تيقّن أنّ الدنيا قد تنكّرت للإمام انحرف عنه ومال إلى معسكر معاوية بعد أن تسلّم الرشوة منه، وقد اضطرب جيش الإمام (عليه السّلام) وماج بالفتن، وكانت خيانته من أفجع النكبات التي مُني بها الإمام (عليه السّلام).
وتسلّل الوجوه والأشراف في جيش الإمام (عليه السّلام) إلى معاوية بعد أن تسلّموا منه الأموال.
والتحق بمعسكر معاوية ثمانية آلاف جندي مع قادتهم، وأكبر الظنّ أنّهم من أتباع الخائن العميل الأشعث بن قيس، وقد بان الانكسار والضعف بجيش الإمام (عليه السّلام) بعد خيانة هذا العدد الكبير منهم.
وتعتبر قبائل ربيعة العمود الفقري في جيش الإمام (عليه السّلام)؛ فقد أقبل زعيمها خالد بن معمر إلى معاوية فقال له: اُبايعك عن ربيعة كلّها. فبايعه على ذلك.
وفيه يقول الشاعر مخاطباً معاوية:
معاوي أكرم خالدَ بن معمّرٍ = فإنّك لولا خالدٌ لم تؤمّرِ
ولمّا انتهى الخبر إلى الإمام الحسن (عليه السّلام) انهارت قواه، واتّجه صوب الجيش