5%

من الإيمان والإسلام.

وعلى أيّ حال، فقد انبرى الجرّاح بن سنان نحو الإمام وهو رافع صوته قائلاً: أشركت يا حسن كما أشرك أبوك من قبل!

إنّ مجتمعاً يضمّ أمثال هؤلاء الأوغاد لهو مجتمع غير سليم.

ضرورة الصلح

ودرس الإمام الحسن (عليه السّلام) الموقف من جميع جوانبه ووجوهه، ورأى أنّه بين محذورين؛ وهما:

الأول: أن يناجز معاوية ويفتح معه باب الحرب، وهذا ما يطلبه ويبغيه لإنقاذ العالم الإسلامي من هذا العدو الظالم الذي يكيد له في الليل إذا يغشى، وفي النهار إذا تجلّى؛ فحربه أمر لازم وضروري، ولكن ذلك لا سبيل له، ولا تساعده الحكمة وعمق النظر؛ وذلك لما يلي:

١ - إنّه ليس عند الإمام (عليه السّلام) قوّة عسكرية يستطيع أن يخوض بها الحرب؛ فإنّ الأكثرية الساحقة من جيشه قد استجابت لمعاوية، وآثرت السلم والعافية.

٢ - إنّ معاوية قد أرشى معظم قادة الفرق في جيش الإمام (عليه السّلام)، فصاروا طوع إرادته، وضمنوا إنجاز ما يريد من اغتيال الإمام (عليه السّلام) أو تسليمه له أسيراً.

٣ - إنّ من المؤكد أنّ معاوية هو الذي ينجح في الحرب - حسب الفنون العسكريّة - فإذا استشهد الإمام (عليه السّلام) فإنّه لا يستشهد وحده، وإنّما يستشهد معه جميع أفراد اُسرته وخلّص شيعته، ولا تستفيد القضية الإسلاميّة من تضحيتهم شيئاً؛ فإنّ دهاء معاوية وما يتمتّع به من وسائل المكر والخداع يجعل تبعة ذلك على الإمام (عليه السّلام)، وبذلك يخسر العالم الإسلامي أهم رصيد روحي وفكري.

٤ - إنّ الإمام إذا لم يستشهد واُخذ أسيراً لمعاوية، فإنّ من المحقّق أنّه يمنّ عليه ويوصمه مع بقية أهل البيت (عليهم السّلام) بالطلقاء، ويسجّل له بذلك يداً على العلويِّين،