وأخذ الإمام الحسن (عليه السّلام) يتهيّأ للسفر إلى يثرب، ويترك البلد الذي خذله وخذل أباه من قبل، ولمّا تمّت وسائل النقل خرج أهل الكوفة إلى توديعه وهم ما بين باك وآسف يندبون حظّهم التعيس؛ فقد أصبحت بلدهم مصراً من الأمصار بعد أن كانت عاصمة الدولة الإسلاميّة، وأصبحت القطع السورية من الجيش تدخل مصرهم وتسيطر عليهم، ويُقام في بلدهم حكم إرهابي لا يعرف الرحمة ولا الرأفة.
وعلى أيّ حال، فقد انتهى الإمام (عليه السّلام) إلى يثرب فخفّ أهلها إلى استقباله؛ فقد أقبل إليهم الخير وحلّت في ديارهم السعادة.
وعلى أيّ حال، فقد أفلت دولة الحقّ وقامت على أنقاضها دولة الباطل، وكان ذلك من أعظم النكبات التي عانتها حفيدة الرسول (صلّى الله عليه وآله) وعقيلة بني هاشم السيّدة زينب، فكانت عالمة بمجريات الأحداث ونتائجها التي كان منها ما عانته من الرزايا والخطوب في كربلاء.