5%

حكومة معاوية

واستقبل المسلمون حكومة معاوية بكثير من الوجوم والقلق والاضطراب واعتبروها نكسة للإسلام، ونصراً حاسماً للقوى المعادية له والحاقدة عليه، وفي طليعتها الاُسرة الاُمويّة ومَنْ شايعها من القبائل القرشيّة؛ فقد انتعشت الأفكار الجاهليّة وعادت لها الحياة من جديد، وانطوت الديمقراطية الإسلاميّة وما تنشده من التقدّم والتطوّر للإنسان في مجالاته الاجتماعيّة والاقتصادية والسياسيّة.

يقول السيد مير علي الهندي: ومع ارتقاء معاوية الخلافة في الشام عاد حكم التوليغارشية الوثنية السابقة، فاحتلّ موقع ديمقراطية الإسلام، وانتعشت الوثنية بكلّ ما يرافقها من خلاعات، وكأنّها بُعثت من جديد، كما وجدت الرذيلة والتبذّل الخُلقي لنفسها متّسعاً في كلّ مكان ارتادته رايات حكم الاُمويِّين من جند الشام(١) .

لقد وقعت الاُمّة فريسة تحت أنياب معاوية فساسها سياسة سوداء تفجّرت بكلّ ما خالف كتاب الله وسنّة نبيّه، فأشاع فيها البؤس والحرمان والقتل والدمار.

ونعرض - بإيجاز - لبعض نزعاته وصورة عن سياسته:

عداؤه للنبيّ (صلّى الله عليه وآله)

وورث معاوية عداءه للرسول (صلّى الله عليه وآله) من أبيه أبي سفيان الذي هو من ألدّ أعدائه

____________________

(١) روح الإسلام / ٢٩٦.