هيهات، هيهات! ملك أخو تيم فعدل، وفعل ما فعل، فوالله ما عدا أن هلك فهلك ذكره إلاّ أن يقول قائل: أبو بكر، ثمّ ملك أخو عدي فاجتهد وعمره عشر سنين، فوالله ما عدا أن هلك فهلك ذكره إلاّ أن يقول قائل: عمر، ثمّ ملك أخونا عثمان فملك رجل لم يكن أحد في مثل نسبه، فعمل به ما عمل، فوالله ما عدا أن هلك فهلك ذكره، وإنّ أخا هاشم يصرخ به في كلّ يوم خمس مرّات أشهد أنّ محمّداً رسول الله، فأيّ عمل يبقى بعد هذا - لا اُمّ لك - إلاّ دفناً دفناً؟!(١)
وتحكي هذه البادرة مدى حقده وبغضه للنبي (صلّى الله عليه وآله)، وأنّه يسعى جاهداً لمحو ذكره وإطفاء نوره.
وكان معاوية من أبغض الناس وأحقدهم على آل النبي (صلّى الله عليه وآله)، وقد قام بما يلي:
وأوعز معاوية إلى جميع عمّاله وولاته بستر فضائل آل النبي (صلّى الله عليه وآله) وحجبها عن الناس، وقد حجّ بيت الله الحرام بعد عام الصلح، فقام إليه جماعة من الناس سوى ابن عباس، فبادره معاوية قائلاً: يابن عباس، ما منعك من القيام كما قام أصحابك إلاّ لموجدة عليّ بقتالي إيّاكم يوم صفّين. يابن عباس، إنّ ابن عمّي عثمان قُتل مظلوماً.
فردّ عليه ابن عباس: فعمر بن الخطاب قُتل مظلوماً، فسلّم الأمر إلى ولده؟ وهذا ابنه - وأشار إلى عبد الله بن عمر -.
فأجابه معاوية:
____________________
(١) شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٩٧.