وأوعز معاوية إلى عمّاله بهدم دور الشيعة فقاموا بهدمها(١) ، وتركوهم بلا مأوى يأوون إليه.
وكتب معاوية إلى عمّاله نسخة واحدة بحرمان الشيعة من العطاء، وهذا نصها: وانظر إلى مَنْ قامت عليه البيّنة أنّه يحبّ عليّاً وأهل بيته فامحوه من الديوان، وأسقطوا عطاءه ورزقه(٢) .
وقام عملاؤه بالفحص في سجلاتهم، فمَنْ وجدوه يتعاطف مع أهل البيت (عليهم السّلام) محوا اسمه، وأسقطوا عطاءه.
وعمد معاوية إلى إذلال الشيعة وتجريحهم فأوعز إلى ولاته بعدم قبول شهادة الشيعة في دور القضاء وغيره(٣) ؛ مبالغة في التوهين بهم.
ومن الإجراءات القاسية التي اتّخذها زياد بن أبيه عمدة ولاة معاوية، وأخوه اللاّشرعي ضدّ شيعة أهل البيت (عليهم السّلام)، وكسر شوكتهم أنّه أجلى خمسين ألفاً منهم من الكوفة إلى خراسان، المقاطعة الشرقية في فارس(٤) .
وقد عمل المبعدون على نشر التشيّع
____________________
(١) شرح نهج البلاغة ١١ / ٤٤.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) حياة الإمام الحسن (عليه السّلام) ٢ / ١٧٨.
(٤) تاريخ الشعوب الإسلاميّة ١ / ١٤٧.