في تلك البلاد حتّى تحوّلت إلى جبهة قوية للمعارضة ضدّ الحكم الاُموي، وقد استغلّها أبو مسلم الخراساني فجنّدها وحارب بها الاُمويِّين حتّى أطاح بدولتهم.
هذه بعض الإجراءات الرهيبة التي اتّخذها معاوية ضدّ الشيعة، وهي تمثّل مدى حقده وعدائه لأهل البيت (عليهم السّلام).
أمّا البحث عن نزعاته الشريرة وسائر أعماله المجافية لروح الإسلام والقانون فقد ذكرناها بصورة مفصّلة في الجزء الثاني من كتابنا (حياة الإمام الحسن (عليه السّلام)) فلا حاجة لذكرها.
وأكبر موبقة اقترفها معاوية ضدّ الإسلام والمسلون اغتياله لسبط رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الإمام الحسن (عليه السّلام)، الذي أعطاه عهداً بأن تكون الخلافة له من بعده إلاّ أنّه خان بعهده، وراح يُنشئ دولة اُمويّة تنتقل بالوراثة إلى أبنائه وأعقابه.
وقد وصفه (الميجر أوزبورن) بأنّه مخادع، وذو قلب خال من كلّ شفقة، وأنّه كان لا يتهيّب من الإقدام على أيّة جريمة من أجل أن يضمن مركزه؛ فالقتل إحدى وسائله لإزالة خصومه، وهو الذي دبّر تسميم حفيد الرسول (صلّى الله عليه وآله)، كما تخلّص من مالك الأشتر قائد عليّ بنفس الطريقة(١) .
واستعرض الطاغية السفّاك المجرمين ليعهد إلى أخسّهم باغتيال ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فلم يجد أحداً خليقاً باقتراف هذه الجريمة سوى جعدة بنت الأشعث، فهي من بيت جُبل على الجريمة، وطُبع على الغدر والخيانة؛ فأرسل إلى مروان بن الحكم سمّاً فاتكاً كان قد جلبه من ملك الروم، وأمره بإغراء جعدة بالأموال وزواج ولده يزيد إن استجابت له، وعرض عليها مروان ذلك فاستجابت له،
____________________
(١) روح الإسلام / ٢٩٥.