5%

يزالوا، وهم الذين قتلوا الخليفة عثمان بن عفان، ثمّ ساروا إلى أمير المؤمنين - يعني معاوية - فحاربوه.

ونهره الوليد ونصحه قائلاً: ويحك يا مروان عن كلامك هذا! وأحسن القول في ابن فاطمة؛ فإنّه بقيّة النبوّة(١) . واتّفق رأي الوليد ومروان على استدعاء الإمام الحسين (عليه السّلام) وابن الزّبير، وعرض الأمر عليهما والنظر في رأيهما.

استدعاء الحسين (عليه السّلام)

وأرسل الوليد في منتصف الليل(٢) عبد الله بن عمرو بن عفان خلف الإمام الحسين (عليه السّلام) وابن الزّبير، ومضى الفتى يدعوهما فوجدهما في الجامع النبوي فعرض عليهما الأمر فأجاباه إلى ذلك وأمراه بالانصراف، والتفت ابن الزّبير إلى الإمام (عليه السّلام) فقال له: ما تراه بعث إلينا في هذه الساعة التي لم يكن يجلس فيها؟

فأجابه الإمام:«أظنّ أنّ طاغيتهم - يعني معاوية -قد هلك، فبعث إلينا بالبيعة قبل أن يفشو بالناس الخبر» . واستصوب ابن الزّبير رأي الإمام (عليه السّلام) قائلاً: وأنا ما أظنّ غيره، فما تريد أن تصنع؟

-«أجمع فتياني في الساعة ثمّ أسير إليه، وأجلسهم على الباب» .

وانبرى ابن الزّبير يبدي مخاوفه على الإمام (عليه السّلام) قائلاً:

____________________

(١) الفتوح ٥ / ١٢ - ١٣، ذكرنا عرضاً مفصّلاً للأسباب التي دعت مروان إلى هذا الموقف مع المعارضة في كتابنا (حياة الإمام الحسين (عليه السّلام)).

(٢) البداية والنهاية ٨ / ١٦٠.