أمركم، ويكتب إليّ بما يتبيّن له من اجتماعكم؛ فإن كان أمركم على ما أتتني به كتبكم وأخبرتني به رسلكم أسرعت القدوم إليكم إن شاء الله، والسّلام)) (١) .
وسار مسلم يطوي البيداء حتّى انتهى إلى الكوفة فنزل في بيت المختار الثقفي(٢) ، وهو من أشهر أعلام الشيعة، ومن أحبّ الناس وأنصحهم وأخلصهم للإمام الحسين (عليه السّلام).
وفتح المختار أبواب داره لمسلم، وقابله بمزيد من الحفاوة والتكريم، ودعا الشيعة لمقابلته، فهرعوا إليه من كلّ حدب وصوب وهم يظهرون له الولاء والطاعة، وكان مسلم يقرأ عليهم رسالة الإمام الحسين (عليه السّلام) وهم يبكون، ويبدون تعطّشهم لقدومه والتفاني في نصرتهم له؛ ليعيد في مصرهم حكم الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام)، وينقذهم من جور الاُمويِّين وظلمهم.
وانهالت الشيعة على مسلم تبايع للإمام الحسين (عليه السّلام)، وكان حبيب بن مظاهر هو الذي يأخذ منهم البيعة للحسين (عليه السّلام)(٣) ، وكان عدد المبايعين أربعين ألفاً، وقيل أقلّ من ذلك(٤) .
وازداد مسلم إيماناً ووثوقاً بنجاح الدعوة، وبُهر من العدد الهائل الذين بايعوا
____________________
(١) الأخبار الطوال / ٢١٠.
(٢) الحدائق الوردية ١ / ١٢٥، (مخطوط).
(٣) حياة الإمام الحسين (عليه السّلام) ٢ / ٣٤٧.
(٤) وفي رواية البلاذري أنّ جميع أهل الكوفة معه.