5%

العدالة والقانون، وسحق خرافات الجاهليّة وعاداتها، ودمّر أصنامها وأوثانها، ودعا إلى توحيد الله خالق الكون وواهب الحياة، وجاء بالخير العميم لاُمّته، ولكلّ ما تسمو به من التقاليد والعادات، فما أعظم عائدته عليها وعلى البشرية جمعاء!

لقد أرسله الله تعالى رحمةً للعالمين، ومنار هداية لخلقه أجمعين، فكان (صلوات الله عليه) كما قال الله تعالى:( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) (١) . فهو رحمة للناس جميعاً على اختلاف ألسنتهم وألوانهم، حريص على هدايتهم وإسعادهم، قال تعالى:( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) (٢) .

لقد تشرّفت الإنسانيّة برسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وأشرقت الدنيا بدعوته، وتوطّدت أركان العدالة بدينه، فهو (صلّى الله عليه وآله) القائد الملهم لقضايا الفكر والوعي في الأرض.

هذا رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ونبي الرحمة جدّ سيّدة النساء زينب (عليها السّلام)، وقد ورثت منه خصائصه ومميزاته، والتي منها الدفاع عن الحقّ، ورفع كلمة الله عالية في الأرض.

الجدّة

أمّا جدّة السيّدة زينب فهي اُمّ المؤمنين وسيّدة نساء النبي (صلّى الله عليه وآله) خديجة الكبرى التي نصرت الإسلام في أيام محنته وغربته، وجاهدت في سبيل الله كأعظم ما يكون الجهاد، وقد بذلت جميع ما تملكه في نصرة الإسلام، وكانت من أثرى قريش، فلم تعد بعد ثرائها العريض تملك ما تجلس عليه سوى حصير بال، فكانت (رضوان الله عليها) من أهم الدعائم لإقامة دين الإسلام، وهي التي أمدّت النبي (صلّى الله عليه وآله) ومَنْ كان

____________________

(١) سورة الأنبياء / ١٠٧.

(٢) سورة التوبة / ١٢٨.