5%

الحسين (عليه السّلام) فكتب له: أمّا بعد، فإنّ الرائد لا يكذب أهله، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً(١) ، فعجّل حين يأتيك كتابي هذا؛ فإنّ الناس كلّهم معك ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى.

لقد حكت مسلم هذه الرسالة أنّ هناك إجماعاً عاماً على بيعة الإمام (عليه السّلام)، وتلهّفاً حارّاً لقدومه، وقد حمل الرسالة جماعة من أهل الكوفة وعليهم البطل عابس الشاكري، وعند ذلك تهيّأ الإمام الحسين (عليه السّلام) للخروج من مكة إلى العراق.

فزع يزيد

وفزع يزيد حينما وافته الأنباء من عملائه بمجيء مسلم بن عقيل إلى الكوفة وأخذه البيعة للإمام الحسين (عليه السّلام)، واستجابة الجماهير لبيعة الإمام.

وشعر يزيد بالخطر الذي يهدّد ملكه، فاستدعى سرجون الرومي، وكان مستودع أسرار أبيه، ومن أدهى الناس، وعرض عليه الأمر قائلاً: ما رأيك؟ إنّ حسيناً قد توجّه إلى الكوفة، ومسلم بن عقيل بالكوفة يبايع للحسين، وقد بلغني عن النعمان - وهو والي الكوفة - ضعف وقول سيِّئ، فما ترى مَنْ استعمل على الكوفة؟

وأخذ سرجون يُطيل التأمّل حتّى توصّل إلى نتيجة حاسمة، فقال له: أرأيت أنّ معاوية لو نُشر أكنت آخذ رأيه.

- نعم.

فأخرج سرجون عهد معاوية لعبيد الله بن زياد على الكوفة، وقال له: هذا رأي معاوية، وقد مات، وقد أمر بهذا الكتاب(٢) .

____________________

(١) تاريخ الطبري ٦ / ٢٢٤.

(٢) تاريخ ابن الأثير ٣ / ٢٦٨.