5%

واستجاب يزيد لرأي مستشار أبيه، فعهد بولاية الكوفة إلى ابن زياد.

ولاية ابن زياد على الكوفة

وكان يزيد ناقماً على ابن زياد، وأراد عزله عن ولاية البصرة(١) ؛ وذلك لموقف أبيه زياد من يزيد؛ فقد عذل أباه معاوية عن ترشيحه للخلافة من بعده.

وعلى أيّ حال، فقد عهد يزيد بولاية البصرة والكوفة إلى ابن زياد، وبذلك فقد خضع العراق بأسره لحكمه، وكتب إليه ما يلي: أمّا بعد، فقد كتب إليّ شيعتي من أهل الكوفة يخبرونني أنّ ابن عقيل بالكوفة يجمع الجموع لشقّ عصا المسلمين، فسر حين تقرأ كتابي هذا حتّى تأتي الكوفة فتطلب ابن عقيل كطلب الخرزة حتّى تثقفه فتوثقه، أو تقتله أو تنفيه، والسّلام(٢) .

وبعث إليه برسالة اُخرى يطلب فيها الإسراع منه إلى الكوفة، وقد جاء فيها: إن كان لك جناحان فطر إلى الكوفة(٣) .

وحمل رسالة يزيد مسلم بن عمرو الباهلي إلى ابن زياد، وأخذ يجدّ في السير حتّى انتهى إلى البصرة، فسلّم الرسالة إلى ابن زياد وقد طار فرحاً؛ فقد تمّ له الحكم على جميع العراق بعدما كان مهدّداً بالعزل عن ولاية البصرة.

ابن زياد في الكوفة

وسار ابن زياد إلى الكوفة وقد قطع الطريق بسرعة خاطفة فكان يسير ليلاً ونهاراً؛ مخافة أن يسبقه الحسين إليها، وقد صحب معه خمسمئة رجل من أهل البصرة كان

____________________

(١) البداية والنهاية ٨ / ١٥٢.

(٢) حياة الإمام الحسين (عليه السلام) ٢ / ٣٥٤.

(٣) سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٠١.