5%

وضح النهار بمرأى ومسمع منهم.

ثورة مسلم (عليه السّلام)

ولمّا علم مسلم بما جرى على هانئ بادر لإعلان الثورة على ابن زياد، فأوعز إلى عبد الله بن حازم أن ينادي في أصحابه وقد ملأ بهم الدور، فاجتمع إليه أربعة آلاف، وقيل: أربعون ألفاً(١) ، وكانوا ينادون بشعار المسلمين يوم بدر: (يا منصور أمت).

وأسند القيادات العامة في جيشه إلى أحبّ الناس لأهل البيت (عليهم السّلام)، وهم:

١ - عبد الله بن عزيز الكندي، جعله على ربع كندة.

٢ - مسلم بن عوسجة، جعله على ربع مذحج.

٣ - أبو ثمامة الصائدي، جعله على ربع قبائل بني تميم وهمدان.

٤ - العباس بن جعدة الجدلي، جعله على ربع المدينة.

واتّجه مسلم بجيشه نحو قصر الإمارة فأحاطوا به(٢) .

وكان ابن مرجانة قد خرج من القصر ليخطب في الناس على أثر اعتقاله لهانئ، ولمّا دخل الجامع الأعظم قام خطيباً فقال: أمّا بعد يا أهل الكوفة، فاعتصموا بطاعة الله ورسوله، وطاعة أئمّتكم، ولا تختلفوا ولا تفرّقوا فتهلكوا وتُذلّوا، وتندموا وتُقهروا، فلا يجعلنَّ أحد على نفسه سبيلاً، وقد اُعذر مَنْ أنذر.

وما أتمّ الطاغية خطابه حتّى سمع الصيحة وأصوات الناس قد علت، فسأل عن ذلك فقيل له: الحذر الحذر! هذا مسلم بن عقيل قد أقبل في جميع مَنْ بايعه.

____________________

(١) تهذيب التهذيب ٢ / ٣٥١.

(٢) تاريخ ابن الأثير ٣ / ٢٧١.