ورافقت عقيلة بني هاشم أخاها أبا الأحرار في مسيرته الخالدة؛ لتكون معه في خندق واحد، وتشاركه في جهوده وجهاده لحماية الإسلام، وإنقاذ المسلمين من جور الاُمويِّين وظلمهم.
وقبل أن تُغادر العقيلة الحجاز استأذنت من زوجها عبد الله بن جعفر أن يسمح لها بالسفر مع شقيقها سيّد الشهداء، فأذن لها في ذلك، وقبل أن يسافر الإمام دخل عليه عبد الله بن عباس ليعدله عن السفر إلى العراق، فقال له الإمام (عليه السّلام):«يابن عباس، ما تقول في قوم أخرجوا ابن بنت نبيّهم من وطنه وداره، وقراره وحرم جدّه، وتركوه خائفاً مرعوباً، لا يستقر في قرار، ولا يأوي إلى جوار، يريدون بذلك قتله وسفك دمه، ولم يشرك بالله شيئاً، ولم يرتكب منكراً ولا إثماً؟» .
فأجابه ابن عباس بصوت حزين النبرات قائلاً: جُعلت فداك يا حسين! إن كان لا بدّ لك من المسير إلى الكوفة فلا تسري بأهلك ونسائك.
فقال له الإمام الحسين (عليه السّلام):«يابن العمّ، إنّي رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في منامي وقد أمرني بأمر لا أقدر على خلافه؛ إنّه أمرني بأخذهنَّ معي. يابن العمّ، إنّهنَّ ودائع رسول الله، ولا آمن عليهن أحداً» .
ويقول بعض الرواة: إنّ حفيدة الرسول (صلّى الله عليه وآله) السيدة زينب قالت لابن عباس