5%

«ما ترون؟ فقد قُتل مسلم» .

ووثبت الفتية كالأسود الضاربة، وهم يعلنون استهانتهم بالموت، وتصميمهم على الشهادة قائلين: لا والله، لا نرجع حتّى نصيب ثأرنا أو نذوق ما ذاق مسلم.

وراح الإمام (عليه السّلام) يقول:«لا خير في العيش بعد هؤلاء» .

وتمثّل (عليه السّلام) بهذين البيتين:

سأمضي وما بالموتِ عارٌ على الفتى = إذا ما نوى حقّاً و جاهد مسلما

فإن متُّ لم أندم وإنْ عشت لم أُلمْ = كفى بكَ عاراً أن تذلَّ وتُرغما(١)

لقد مضى إلى ساحات الجهاد مرفوع الرأس، وهو على يقين لا يخامره شكّ في أنّه يسير إلى الفتح الذي لا فتح ولا ظفر مثله.

رؤيا الإمام الحسين (عليه السّلام)

وخفق الإمام الحسين (عليه السّلام) وقت الظهيرة فرأى رؤياً أفزعته، فانتبه مذعوراً، فأسرع إليه ولده مفخرة الإسلام علي الأكبر قائلاً: يا أبتِ، ما لي أراك فزعاً؟

-«رأيت رؤيا أفزعتني» .

- خيراً رأيت.

-((رأيت فارساً وقف عليَّ وهو يقول: أنتم تسرعون والمنايا تسرع بكم إلى الجنّة. فعلمت أنّ أنفسنا نُعيت إلينا)) (٢) .

____________________

(١) الدرّ النظيم / ١٦٧.

(٢) تاريخ الإسلام - الذهبي ٢ / ٣٤٦.