16%

وبادر عليّ قائلاً: ألسنا على الحقّ؟

أجل يا فخر هاشم أنتم معدن الحقّ، وأصله ومنتهاه، وأجابه أبوه قائلاً:«بلى والذي إليه مرجع أمر العباد» .

وطفق عليّ يلقي كلمته الذهبية الخالدة قائلاً: يا أبتِ، لا نبالي الموت.

ووجد الإمام الحسين (عليه السّلام) في ولده البارّ خير عون له على أداء رسالته الكبرى، فشكره على ذلك قائلاً:«جزاك الله يا بُني خير ما جزى به ولداً عن والده» (١) .

الالتقاء بالحرّ

وانتهى ركب الإمام إلى شراف وفيها عين للماء، فأمر الإمام فتيانه أن يستقوا من الماء ويكثروا منه ففعلوا ذلك، ثمّ سارت قافلة الإمام (عليه السّلام) تطوي البيداء، فبادر رجل من أصحاب الإمام فكبّر، فاستغرب الإمام (عليه السّلام) وقال له:«لِمَ كبّرت؟» .

- رأيت النخل.

وأنكر عليه رجل ممّن خبر الطريق وعرفه، فقال له: ليس ها هنا نخل، ولكنّها أسنة الرماح وآذان الخيل.

وتأمّلها الإمام الحسين (عليه السّلام) فقال:«وأنا أرى ذلك» .

وعرف الإمام أنّها طلائع الجيش الاُموي جاءت لإلقاء القبض عليه، فقال لأصحابه:«أما لنا ملجأ نلجأ إليه نجعله في ظهورنا ونستقبل القوم من وجه واحد؟» .

____________________

(١) مقاتل الطالبيّين / ١١١.