5%

كالكلاب لحرب ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وسيّد شباب أهل الجنة.

انتخاب ابن سعد للقيادة العامة

وانتخب الوغد الأثيم عبيد الله بن زياد عمر بن سعد قائداً عامّاً لقوّاته المسلّحة، وكان ابن سعد من أخسّ الناس ومن أرذلهم، ولا يملك أيّ رصيد من الشرف والكرامة، وكان ضعيف النفس، خائر العزيمة، لقد انتخبه ابن زياد لأفظع جريمة منذ خلق الله الأرض.

فقاد الجيوش لحرب ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وأحاط به من كلّ جانب، وفرض عليه الحصار، فاستولى على جميع الطرق مخافة أن يصل إليه أيّ إمداد من الخارج. كما عهد إلى أربعة آلاف فارس بقيادة المجرم عمرو بن الحجّاج فاحتلوا نهر الفرات وجميع الشرائع والأنهر المتفرّعة منه، وقد حيل بين الإمام الحسين (عليه السّلام) وبين الماء قبل قتله بثلاثة أيام(١) .

وقد عانت العقيلة أعظم المحن؛ فقد أحاطت بها الأطفال وحرائر الرسالة وهم يعجّون من ألم الظمأ، وهي تصبّرهم وتمنّيهم بوصول الماء إليهم. لقد ذاب قلبها رحمةّ وحناناً على أطفال أخيها الذين ذبلت شفاههم وذوى عودهم.

يقول أنور الجندي:

و ذئابُ الشرورِ تنعمُ بالما = ءِ وأهلُ النبي من غيرِ ماءِ

يا لظلمِ الأقدارِ يظمأ قلب ال = -ليثِ و الليثُ موثقُ الأعضاءِ

وصغارُ الحسينِ يبكونَ في الصحرا = ء يا ربِّ أينَ غوثُ القضاءِ

إنّ جميع الشرائع والمذاهب لا تُبيح منع الماء عن الأطفال والنساء؛ فالناس جميعاً شركاء فيه، ولكن شريعة آل أبي سفيان التي تحكي طباع الاُسر القرشيّة التي أبت أن تجتمع الخلافة والنبوّة في بيت واحد هي التي حرّمت الماء على آل الرسول (صلّى الله عليه وآله).

____________________

(١) مرآة الزمان في تواريخ الأعيان / ٨٩.