وطلب الإمام (عليه السّلام) من ابن سعد الاجتماع به، فأجابه الباغي اللئيم على كره، وعقد الإمام (عليه السّلام) معه اجتماعاً مغلقاً حضره أبو الفضل العباس وعلي الأكبر، ومع ابن سعد ابنه حفص وغلام له، فقال له الإمام (عليه السّلام):«يابن سعد، أتقاتلني؟ أما تتقي الله الذي إليه معادك؛ فإنّي ابن مَنْ قد علمت؟ ألا تكون معي وتدع هؤلاء فإنّه أقرب إلى الله تعالى؟» .
وألقى ابن سعد معاذيره الواهية قائلاً: أخاف أن تُهدم داري.
-«أنا أبنيها» .
- أخاف أن تؤخذ ضيعتي.
-«أنا أخلف عليك خيراً منها» .
- إنّ لي بالكوفة عيالاً، وأخاف عليهم من القتل مع ابن زياد.
ولمّا رأى الإمام (عليه السّلام) إصراره على الغيّ والعدوان، ولا ينفع معه النصح والإرشاد، راح يدعو عليه قائلاً:«ما لك؟ ذبحك الله على فراشك، ولا غفر لك يوم حشرك، فوالله إنّي لأرجو أن لا تأكل من برّ العراق إلاّ يسيراً» .
وولّى ابن سعد وهو يقول للإمام بسخرية: إنّ في الشعير كفاية.
واستجاب الله دعاء الإمام المظلوم في هذا الوضر الخبيث؛ فقد ذبحته جنود البطل العظيم المختار بن يوسف (نضّر الله مثواه) وهو على فراشه، وسيقت روحه الخبيثة إلى نار جهنم خالداً فيها مع أمثاله من المجرمين وأسياده الاُمويِّين.
وكانت العقيلة على علم بجميع ما يجري من الأحداث، وأيقنت أنّ أخاها سيلاقي حتفه على يد هذه العصابة المجرمة التي لم تؤمن بالله، والتي ساقتها الأطماع إلى اقتراف أفظع جريمة في الأرض.