5%

تقوم برعاية أطفاله، ولمّا أراد الخروج أحطنَ به السيدات ليتزوّدن منه، وهنّ يذرفن أحرّ الدموع، والتفت الإمام زين العابدين (عليه السّلام) إلى عمّته زينب، فقال لها:«عليَّ بالعصا والسيف» .

- ما تصنع بهما؟

-«أمّا العصا فأتوكّأ عليها، وأمّا السيف فأذبّ به عن ابن رسول الله» . وكانت الأمراض قد ألّمت به، فنهاه الإمام الحسين (عليه السّلام) وأمسكته عمّته زينب.

وأمر الإمام (عليه السّلام) حرم الرسالة بلبس الاُزر، والاستعداد للبلاء، والتسليم لقضاء الله، وقال لهن:«استعدوا للبلاء، واعلموا أنّ الله تعالى حاميكم وحافظكم، وسينجيكم من شرّ الأعداء، ويجعل عاقبة أمركم إلى خير، ويعذّب عدوّكم بأنواع العذاب، ويعوّضكم عن هذه البلية بأنواع النعم والكرامة، فلا تشكّوا، ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص قدركم» .

إنّه هذا الإيمان، وهذا الصبر أجدر بالخلود من هذا الكوكب الذي نعيش عليه. إنّ هذه الرزايا تتصدّع من هولها الجبال، وتميد بحلم أيّ مصلح كان، وقد تجرّعها أبيّ الضيم من أجل رفع كلمة التوحيد التي جهدت الاُسر القرشيّة على إطفاء نورها.

مناجاته مع الله

واتّجه الإمام العظيم في تلك اللحظات الحاسمة من حياته إلى الله تعالى، فأخذ يناجيه ويتضرّع إليه، ويشكو إليه ما ألمّ به من الخطوب قائلاً:«صبراً على قضائك يا رب، لا إله سواك، يا غياث المستغيثين ما لي ربّ سواك، ولا معبود غيرك، صبراً على حكمك. يا غياث مَنْ لا غياث له، يا دائماً