5%

فما أجلت الحربُ عن مثله = صريعاً يُجبِّن شجعانَها

خروج العقيلة (عليها السّلام)

وخرجت حفيدة الرسول من خبائها وهي تندب أخاها بأشجى ما تكون الندبة، وتقول بذوب روحها: ليت السماء وقعت على الأرض! وصاحت بالخبيث الدنس عمر بن سعد قائلة: يا عمر، أرضيت أن يُقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟! فأشاح الخبيث بوجهه عنها ودموعه تسيل على لحيته المشؤومة(١) .

ولم تعد العقيلة الطاهرة تقوى على النظر إلى أخيها وهو بتلك الحالة، فانصرفت إلى خبائها لترعى المذاعير من النساء والأطفال.

الإجهاز على الإمام (عليه السّلام)

أحاط أعداء الله بالإمام من كلّ جانب وهم يوسعونه ضرباً بالسيوف وطعناً بالرماح ورمياً بالحجارة، فصاح بهم:«أعلى قتلي تجتمعون؟! أما والله لا تقتلون بعدي عبداً من عباد الله. وأيم الله، إنّي لأرجو أن يُكرمني الله بهوانكم ثمّ ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون» .

والتفت الخبيث عمر بن سعد إلى شبث بن ربعي فقال: انزل فجئني برأسه. فامتنع وقال: أنا بايعته ثمّ غدرت به، ثمّ أنزل فأحتز رأسه! لا والله لا أفعل ذلك. فأنكر ابن سعد كلامه وقال:

____________________

(١) حياة الإمام الحسين (عليه السّلام) ٣ / ٢٩٠.