5%

لقد رضيت بما عانته حفيدة الرسول (صلّى الله عليه وآله) من أهوال هذه الكارثة التي تذوب من هولها الجبال؛ لأنّها في ذات الله تعالى الذي هامت في الإنابة إليه.

لقد تجلّت معاني الوراثة النبويّة في سيدة النساء زينب (عليها السّلام)، وبرزت في شخصيتها معالم شخصية جدّها الرسول (صلّى الله عليه وآله)، ووصيّة أبيها الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام).

حرق الخيام

وأوعزت القيادة العامة إلى الجند بحرق خيام آل النبي (صلّى الله عليه وآله)، فحملوا أقبسة من النار وهم ينادون: احرقوا بيوت الظالمين(١) .

لقد كان بيت الإمام (عليه السّلام) - حسب ما يزعمون - بيت الظلم، وبيت ابن مرجانة وسيده يزيد حفيد أبي سفيان بيت العدل! فيالله أمام هذا الظلم الذي لم يقع نظيره في تأريخ الاُمم والشعوب!

وتنصّ بعض المصادر إلى أنّ عمر بن سعد أمر بحرق الخيام بما فيها من النساء والأطفال، وقد حاول الشمر ذلك، إلاّ أنّ شبث بن ربعي عذله ومنعه عن ذلك.

وعلى أيّ حال، فحينما التهبت النار في خيم آل النبي فررن بنات الرسالة وعقائل الوحي من خباء إلى خباء، أمّا اليتامى فقد علا صراخهم وتعلّق بعضهم بأذيال عمّته الحوراء لتحميه من النار، وهام بعضهم على وجهه لا يلوي على شيء.

لقد كان ذلك المنظر من أفجع وأقسى ما مرّ على آل النبي (صلّى الله عليه وآله)، ولم يغب عن

____________________

(١) التاريخ المظفري / ٢٢٨.