5%

سبايا آل البيت (عليهم السّلام) في الكوفة

وحُملت عقائل النبوّة وحرائر الوحي سبايا إلى الكوفة ومعهنَّ الأيتام، وقد ربطوا بالحبال، وحملوا على جمال بغير وطاء، وقد عزفت أبواق الجيش وخفقت راياتهم، وكان منظراً رهيباً تهلع منه القلوب.

وقد وصفه مسلم الجصّاص يقول: دعاني ابن زياد لإصلاح دار الإمارة بالكوفة، فبينما أُجصص الأبواب، وإذا بالزعقات قد ارتفعت من جميع الكوفة، فقلت لأحد خدام القصر: ما لي أرى الكوفة تضجّ؟

- الساعة يأتون برأس خارجي خرج على يزيد.

- مَنْ هذا الخارجي؟

- الحسين بن عليّ.

وكان هذا النبأ كالصاعقة على رأسه؛ فقد أخذ يلطم على وجهه حتّى خشي على عينيه أن تذهبا، وغسل يديه من الجص وخرج من القصر.

يقول: فبينما أنا واقف والناس يتوقّعون وصول السبايا والرؤوس إذ أقبل أربعون جملاً تحمل النساء والأطفال، وإذا بعلي بن الحسين على بعير بغير غطاء، وأوداجه تشخب دماً، وهو يبكي ويقول:

يا اُمةَ السوءِ لا سقياً لربعكمُ = يا اُمةً لم تراعِ جدّنا فينا

لو أنّنا ورسول اللهِ يجمعنا = يوم القيامة ما كنتم تقولونا