5%

حجّتكم، ومدرة سنّتكم؟! ألا ساء ما تزرون، وبعداً لكم وسحقاً! فلقد خاب السعي، وتبّت الأيدي، وخسرت الصفقة، وبؤتم بغضب من الله، وضُربت عليكم الذلّة والمسكنة.

ويلكم يا أهل الكوفة! أتدرون أيّ كبد لرسول الله فريتم، وأيّ كريمة له أبرزتم، وأيّ دم له سفكتم، وأيّ حرمة له انتهكتم؟! لقد جئتم بها صلعاء عنقاء، سوداء فقماء - وفي بعضها: خرقاء شوهاء - كطلاع الأرض وملء السماء. أفعجبتم أن مطرت السماء دماً، ولعذاب الآخرة أخزى وأنتم لا تُنصرون؟ فلا يستخفنّكم المهل؛ فإنّه لا يحفزه البدار، ولا يخاف فوت الثار، وإنّ ربّكم لبالمرصاد(١) .

لقد قرعتهم عقيلة الرسول بخطابها البليغ، وعرّفتهم زيف إسلامهم، وكذب دموعهم، وأنّهم من أحطّ المجرمين؛ فقد اقترفوا أفضع جريمة وقعت في الأرض؛ فقد قتلوا المنقذ والمحرّر الذي أراد لهم الخير، وفروا بقتله كبد رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وانتهكوا حرمته، وسبوا عياله، فأيّ جريمة أبشع من هذه الجريمة؟!

اضطراب الرأي العام

واضطرب أهل الكوفة من خطاب سليلة النبوّة، ووصف حذيم الأسدي مدى الأثر البالغ الذي أحدثته العقيلة في خطابها، يقول:

____________________

(١) حياة الإمام الحسين (عليه السّلام) ٣ / ٣٣٥.