ابن مرجانة، وهو يبالغ في احتقارها!
وأدار ابن مرجانة بصره في بقية الأسرى من أهل البيت (عليهم السّلام)، فوقع بصره على الإمام زين العابدين (عليه السّلام)، وقد أنهكته العلّة، فسأله: مَنْ أنت؟
-«عليّ بن الحسين» .
فصاح به الرجس الخبيث: أوَ لم يقتل الله علي بن الحسين؟
فأجابه الإمام (عليه السّلام) بأناة:«قد كان لي أخ يُسمّى عليّ بن الحسين قتلتموه، وإنّ له منكم مطالباً يوم القيامة» .
فثار ابن مرجانة، ورفع صوته قائلاً: الله قتله.
فأجابه الإمام (عليه السّلام) بكلّ شجاعة وثبات:( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ) ، ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّه ) .
ودارت الأرض بابن مرجانة ولم يعرف ما يقول، وغاظه أن يتكلّم هذا الغلام الأسير بقوّة الحجّة، والاستشهاد بالقرآن الكريم، فرفع عقيرته قائلاً: وبك جرأة على ردّ جوابي! وفيك بقية للردّ عليّ! والتفت إلى بعض جلاديه فقال له: خذ هذا الغلام واضرب عنقه.
وطاشت أحلام العقيلة (عليها السّلام)، وانبرت بشجاعة لا يرهبها سلطان، فاحتضنت ابن أخيها وقالت لابن مرجانة: