5%

فعند الله نحتسب فيما أصابنا وأبلغ بنا إنّه عزيز ذو انتقام» .

وعرض الإمام (عليه السّلام) في خطابه إلى المحن السود التي عانتها الاُسرة النبويّة، وما جرى عليها من القتل وسبي النساء، وغير ذلك ممّا تتصدّع من هوله الجبال.

وانبرى إلى الإمام (عليه السّلام) صعصعة فألقى إليه معاذيره في عدم نصرته للحسين (عليه السّلام)، فقبل الإمام عذره، وترحّم على أبيه. ثمّ زحف الإمام (عليه السّلام) مع عمّاته وأخواته وقد أحاطت به الجماهير، وعلت أصواتهم بالبكاء والعويل، فقصدوا الجامع النبوي، ولمّا انتهوا إليه أخذت العقيلة بعضادتي باب الجامع، وأخذت تخاطب جدّها الرسول وتعزيه بمصاب ريحانته قائلة: يا جدّاه، إنّي ناعية إليك أخي الحسين(١) .

وأقامت العلويات المأتم على سيد الشهداء (عليه السّلام)، ولبسنَ السواد، وأخذن يندبنه بأقسى وأشجى ما تكون الندبة.

مكافأة الحرس

وقام الحرس بخدمات ورعاية إلى السيدات، فالتفتت السيدة فاطمة بنت الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام)، فقالت للعقيلة زينب (عليها السّلام): لقد أحسن هذا الرجل إلينا فهل لك أن نصله بشيء؟

فأجابتها العقيلة (عليها السّلام): والله ما معنا شيء نصله به إلاّ حليّنا.

- نعم، هو ما تقولين.

____________________

(١) مقتل الحسين (عليه السّلام) - المقرّم / ٤٧٢.