5%

إلى جنّة المأوى

وخلدت حفيدة الرسول (صلّى الله عليه وآله) في يثرب إلى البكاء والنحيب، وأخذت تراودها صباحاً ومساءً تلك الذكريات المروعة التي جرت على أخيها في صعيد كربلاء، وما عاناه من الكوارث القاصمة التي تذوب من هولها الجبال، فكانت دموعها تجري في كلّ لحظة على أخيها واُسرتها الذين حصدت رؤوسهم سيوف البغي، ومثّلت بأجسامهم العصابات المجرمة.

لقد أخذت تلوح أمامها تلك المناظر الحزينة التي تعصف بالصبر حتّى ضاقت بها الأرض، ولم تلبث أن ترفع صوتها عالياً مشفوعاً بالألم والبكاء قائلة: وا حسيناه! وا أخاه! وا عبّاساه! وا أهل بيتاه! وا مصيبتاه!

ثمّ تهوي إلى الأرض مغمىً عليها وقد صارت شبحاً، وذوت كما ذوت اُمّها زهراء الرسول من قبل، وكان أحبّ شيء لها مفارقة الدنيا والالتحاق بجدّها الرسول (صلّى الله عليه وآله)؛ لتشكو إليه ما عانته من الرزايا والأسر والسبي، وما جرى على أخيها