من القتل والتمثيل.
ونتحدّث بإيجاز عن وفاتها، وما قيل في زمانها، والمكان الذي حظي بمرقدها.
ولم تمكث العقيلة (عليها السّلام) بعد كارثة كربلاء إلاّ زمناً قليلاً حتّى تناهبت الأمراض جسمها، وصارت شبحاً لا تقوى حتّى على الكلام، ولازمت الفراش وهي تعاني آلام المرض، وما هو أشقّ منه وهو ما جرى عليها من الرزايا، وكانت ماثلة أمامها حتّى الساعات الأخيرة من حياتها.
وقد وافتها المنية ولسانها يلهج بذكر الله وتلاوة كتابه، وقد صعدت روحها الطاهرة إلى السماء كأسمى روح صعدت إلى الله، تحفّها ملائكة الرحمن وتستقبلها أنبياء الله، وهي ترفع إلى الله شكواها وما لاقته من المحن والخطوب التي لم تجرِ على أيّ إنسان منذ خلق الله الأرض.
انتقلت العقيلة (عليه السّلام) إلى جوار الله تعالى على أرجح الأقوال يوم الأحد لخمسة عشر مضين من شهر رجب سنة (٦٢هـ)(١) ، وقد آن لقلبها الذي مزّقته الكوارث أن يسكن، ولجسمها المعذّب أن يستريح.
واختلف المؤرّخون في البقعة التي حظيت بجثمانها المعظم، وهذه بعض الأقوال:
____________________
(*) هكذا ورد العنوان هنا مكرراً مع ما في الصفحة التي سبقته، وهي طريقة لا نكاد نجد لها نظيراً في جميع الكتب التي تمّ تصحيحها وتقويمها من قِبل موقعنا.(موقع معهد الإمامين الحسنين)
(١) السيدة زينب وأخبار الزينبيات - العبيدلي / ٩.