واُختها سكينة (عليها السّلام).
وانتهت إلى مصر لأيام بقيت من ذي الحجّة، وقد استقبلها والي مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري فأنزلها في داره بالحمراء، فأقامت فيه أحد عشر شهراً وخمسة عشر يوماً، وانتقلت إلى جوار الله عشية يوم الأحد لخمسة عشر يوماً مضت من رجب سنة (٦٢هـ)، ودُفنت في دار مسلمة حيث مرقدها الآن في مصر.
هكذا ذكر العبيدلي(١) وغيره(٢) .
ويؤمّ المصريون وغيرهم من المسلمين المرقد المعظّم خصوصاً في يوم الأحد المصادف لليوم الذي توفّيت فيه العقيلة (عليها السّلام)؛ فإنّهم يزدحمون على زيارته بما فيهم من العلماء والفقهاء، وقد زارها في هذا اليوم كافور الأخشيدي، وأحمد بن طولون، والظافر بنصر الله الفاطمي، وكان يأتي حاسر الرأس مترجّلاً، ويتصدّق عند القبر الشريف على الفقراء، واقتدى به ملوك مصر واُمراؤها.
وإذا حلّ شهر رجب، وهو الشهر الذي توفّيت فيه العقيلة (عليها السّلام)، زحفت الجماهير إلى المرقد المعظّم، ويقيم الكثيرون فيه إلى النصف من رجب، وهم يتلون كتاب الله والأدعية الشريفة، وقد ذكر ذلك العبيدلي(٣) .
واُجريت على المرقد المعظّم في مصر عدّة عمارات وإصلاحات من قبل بعض
____________________
(١) السيدة زينب وأخبار الزينبيات / ٢١.
(٢) إسعاف الراغبين / ١٩٦، لواقح الأنوار - الشمراني / ٢٣، الإتحاف بحبّ الأشراف / ٩٣، مشارق الأنوار / ١٠٠.
(٣) السيدة زينب وأخبار الزينبيات / ٦٠ - ٦١.