5%

فانبرت قائلةً:«ما يبكيك يا أبتي، لا أبكى الله لك عيناً؟» .

فأجابها بصوت خافت حزين النبرات:«يا فاطمة، اعلمي أنّ هذه البنت بعدي وبعدك سوف تنصبّ عليها المصائب والرزايا» (١) .

لقد استشفّ النبي (صلّى الله عليه وآله) ما يجري على حفيدته من الرزايا القاصمة التي تذوب من هولها الجبال، وسوف تُمتحن بما لم تمتحن به أيّ سيّدة من بنات حواء.

ومن الطبيعي أنّ بضعته وباب مدينة علمه قد شاركا النبي في آلامه وأحزانه، وأقبل سلمان الفارسي الصديق الحميم للاُسرة النبويّة يُهنئ الإمام أمير المؤمنين بوليدته المباركة، فألفاه حزيناً واجماً، وهو يتحدّث عمّا تعانيه ابنته من المآسي والخطوب(٢) ، وشارك سلمان أهل البيت في آلامهم وأحزانهم.

تسميتها

وحملت زهراء الرسول وليدتها المباركة إلى الإمام فأخذها وجعل يقبّلها، والتفتت إليه فقالت له:«سمّ هذه المولودة» .

فأجابها الإمام بأدبٍ وتواضع:«ما كنت لأسبق رسول الله» .

وعرض الإمام على النبي (صلّى الله عليه وآله) أن يسمّيها، فقال:«ما كنت لأسبق ربّي» .

____________________

(١) الطراز المذهّب / ٣٨.

(٢) بطلة كربلاء / ٢١.