5%

بيت النبوّة، كما كانت من الراويات للحديث، ويقول المؤرّخون: إنّها روت عن النبي (صلّى الله عليه وآله) ستّين حديثاً.

وعلى أيّ حال، فإنّ أسماء حينما تزوّجها الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) قامت بخدمة الحسنين واُختهما زينب (عليها السّلام)، وصارت لهم اُمّاً رؤوماً، ترعاهم كما ترعى أبناءها؛ لأنّهم البقية الباقية من ذرية رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وقد أخلصوا لها كأعظم ما يكون الإخلاص، وشكروا لها رعايتها وعطفها.

عبد الله

ونعود للحديث عن عبد الله بن جعفر، فقد كان فذّاً من أفذاذ الإسلام وسيّداً من سادات بني هاشم، يقول فيه معاوية: هو أهلٌ لكلّ شرفٍ، والله ما سبقه أحدٌ إلى شرف إلاّ وسبقه(١) .

وكان يُسمّى (بحر الجود)(٢) ، ويُقال: لم يكن في الإسلام أسخى منه(٣) . مدحه نصيب فأجزل له في العطاء، فقيل له: تُعطي لهذا الأسود مثل هذا؟! فقال: إن كان أسود فشِعره أبيض، ولقد استحق بما قال أكثر ممّا نال. وهل أعطيناه إلاّ ما يبلى، وأعطانا مدحاً يروى وثناءً يبقى(٤) !

وعوتب على كثرة برّه وإحسانه إلى الناس، فقال: إنّ الله عوّدني عادة، وعوّدت الناس عادة، فأخاف إن قطعتها قُطعت عني(٥) . وأنشد:

لستُ أخشى قلّةَ العدمِ = ما اتّقيتُ اللهَ في كرمي

كلّما أنفقتُ يخلفهُ = ليَ ربُّ واسعُ النعمِ(٦)

ونقل الرواة بوادر كثيرة من كرمه وسخائه، وقد وسع الله عليه لدعاء

____________________

(١) تهذيب التهذيب ٥ / ١٧١.

(٢) اُسد الغابة ٣ / ١٣٤.

(٣ - ٥) الاستيعاب ٣ / ٨٨١، ٨٨٢، ٢٨٨.

(٦) عمدة الطالب / ٣٧ - ٣٨.