5%

النبي (صلّى الله عليه وآله) له، فكان من أثرى أهل المدينة، ومضافاً إلى سخائه فقد كان من ذوي الفضيلة؛ فقد روى عن عمّه الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) وعن الحسن والحسين (عليهما السّلام).

أبناؤه

ورُزق هذا السيد الجليل من سيدة النساء زينب (عليها السّلام) كوكبة من السادة الأجلاء، وهم:

١ - عون

وكان من أبرز فتيان بني هاشم في فضله وكماله، صحب خاله الإمام الحسين (عليه السّلام) حينما هاجر من يثرب إلى العراق، ولازمه في رحلته، فلمّا كان يوم العاشر من المحرّم، اليوم الخالد في دنيا الأحزان، تقدّم إلى الشهادة بين يدي خاله، فبرز إلى حومة الحرب وهو يرتجز:

إن تنكروني فأنا ابنُ جعفرْ = شهيدُ صدق في الجنانِ أزهرْ

يطيرُ فيها بجناحٍ أخضرْ = كفى بهذا شرفاً من محشرْ(١)

لقد عرّف نفسه بهذا الرجز؛ فقد انتسب إلى جدّه الشهيد العظيم جعفر الذي قُطعت يداه في سبيل الإسلام، ويكفيه بذلك شرفاً وفخراً، وجعل الفتى يُقاتل قتال الأبطال غير حافل بتلك الوحوش الكاسرة، فحمل عليه وغد خبيث هو عبد الله الطائي فقتله(٢) .

ورثاه سليمان بن قتّة بقوله:

واندبي إن بكيتِ عوناً أخاهُ = ليس فيما ينوبهم بخذولِ

فلعمري لقد أصبتِ ذوي القر = بى فبّكي على المصابِ الطويلِ(٣)

____________________

(١) حياة الإمام الحسين (عليه السّلام) ٣ / ٢٥٨، نقلاً عن الفتوح.

(٢) الإرشاد / ٢٦٨.

(٣) مقاتل الطالبيّين / ٩١.