5%

فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل؛ مَن دخله غفر له» (١) .

٧ - روى أبو برزة، قال: صلّيت مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سبعة أشهر، فإذا خرج من بيته، أتى باب فاطمة (عليها السّلام)، فقال:«السلام عليكم، ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) » (٢) .

رأت العقيلة هذا الاحتفاء البالغ من جدّها الرسول (صلّى الله عليه وآله) لأبيها واُمّها وأخويها، ووعت الغاية من صنوف هذا التكريم والتعظيم، وأنّه ليس مجرّد عاطفة وولاء لهذه الاُسرة الكريمة، وإنّما هو للإشادة بما تتمتّع به من الصفات الفاضلة، والقابليات الفذّة التي ترشّحهم لقيادة الاُمّة، وتطويرها فكرياً واجتماعياً.

وأنّه لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن تحتلّ اُمّته مركزاً كريماً تحت الشمس، وتكون رائدة لاُمم العالم وشعوب الأرض إلاّ بقيادة السادة من عترته الذين وعوا الإسلام، والتزموا بحرفية الرسول (صلّى الله عليه وآله).

خطوب مروّعة

ولم تدم الحالة الهانئة للاُسرة النبويّة، فقد دهمتهم كارثة مروّعة؛ فقد بدت على الرسول (صلّى الله عليه وآله) طلائع الرحيل عن هذه الدنيا تلوح أمامه، فكان القرآن الكريم قد نزل عليه مرتين، فاستشعر بدنوّ الأجل المحتوم منه(٣) ، وأخبر بضعته الزهراء (عليها السّلام)، فقال لها:

____________________

(١) ذخائر العقبى / ٢٤، روى أنس بن مالك: أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) كان يمرّ ببيت فاطمة ستّة أشهر إذا خرج إلى الفجر، ويقول:((الصلاة يا أهل البيت)) ، ويتلو الآية الكريمة. جاء ذلك في مجمع الزوائد ٩ / ١٦٩، أنساب الأشراف ١ / ١٥٧، القسم الأوّل.

(٢) الخصائص الكبرى ٢ / ٣٦٨.

(٣) تأريخ ابن كثير ٥ / ٢٢٣.