5%

مؤتمر السقيفة

أمّا مؤتمر السقيفة فهو مصدر الفتنة الكبرى التي مُني بها المسلمون والتي كان من جرّائها الأحداث المروّعة التي رُزئ بها أهل البيت (عليهم السّلام). يقول الإمام محمّد حسين آل كاشف الغطاء:

تاللهِ ما كربلا لولا (سقيفتُهمْ) = ومثل هذا الفرعِ ذاك الأصل أنتجه

ويقول بولس سلامة:

وتوالت تحتَ السقيفةِ أحدا = ثٌ أثارت كوامناً وميولا

نزعات تفرّقت كغصونِ ال = -عوسج الخفيّ شائكاً مدخولا

لقد أسرع الأنصار إلى عقد مؤتمرهم في (سقيفة بني ساعدة) لترشيح أحدهم لمنصب الخلافة، وإقامة حكومة تضمن مصالحهم وترعى شؤونهم. لقد عقدوا مؤتمرهم في وقت كان جثمان الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) لم يوارَ في مثواه الأخير، وأكبر الظنّ إنّما قاموا بهذه السرعة الخاطفة بذلك؛ لأنّهم خافوا من استيلاء المهاجرين على الحكم، فقدر رأوا تحرّكهم السياسي في صرف الخلافة عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) وكراهيتهم له.

وعلى أيّ حال، فقد خطب سعد بن عبادة زعيم الخزرج في الأنصار، وكان منطق خطابه الإشادة بنضال الأنصار وجهادهم في نصرة الإسلام وقهر القوى المعادية لهم، فهم الذين حملوا النبي (صلّى الله عليه وآله) ونصروه في أيام محنته، فإذاً هم أولى بمركز النبي (صلّى الله عليه وآله)، وأحقّ بمنصبه من غيرهم.

كما حفل خطابه بالتنديد بالاُسر القرشية التي ناهضت النبي (صلّى الله عليه وآله)، وناجزته الحرب حتّى اضطر للهجرة إلى يثرب، فهم خصومه وأعداؤه، ولا حقّ لهم بأيّ حالٍ في التدخّل بشؤون الدولة ومصيرها.

وقام زعيم آخر من الأنصار هو الحبّاب بن المنذر، فحذّر الأنصار من القرشيّين،