3%

جذباتٌ وجذوات (1)

( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ ) (2) .

نعم، هو أحسن حديث سمعته العرب بل البشرية جمعاء، كتاباً متشابهاً، لا يختلف أُسلوبه في التعبير والأداء، في أبدع لفظ وأفخم معنى، في روعة وأناقة وإكبار، لا يختلف أوّله عن آخره ولا أطرافه عن وسطه.

مثاني، تتكرّر قراءته من غير ملل ولا كسل، بل هو المسك ما كرّرته يتضوّع.

إنّها الأنفس البشريّة تهتزّ وجداً عند استماعه، وتطرب خفّةً عند تلاوته، إنّها جذبة روحيّة تنجذب النفس انجذاباً من داخلها حيث جذوات الروح المُلتهبة، ولي وهماً أو خيالاً شعرياً في تيه الهيام.

( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) (3) .

____________________

(1) من تلك الجذوة التي جذبت موسى (عليه السلام) نحو الشجرة ( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) القصص: 30.

(2) الزمر: 23.

(3) ق: 37.