3%

مُفاخراتٌ ومساجلات

كانت سنَةُ التسع سنَةَ الوفود، وذلك بعد أن فرغ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من غزاة تبوك فجَعلت وفود العرب تترى عليه مستسلمة منخرطة مع الكفّة العليا التي أخضعت قريش ومحالفيها وأحزاب العرب جميعاً.

فمن هؤلاء عطارد بن حاجب التميمي، وكان خطيب القوم، قَدِم على النبي (صلّى الله عليه وآله) في أشراف بني تميم، منهم الأقرع بن حابس، والزبرقان بن بدر - وهو شاعر القوم - وعمرو بن الأهتمّ، والحتات بن يزيد، وعيينة بن حفص، وغيرهم، وكان الأقرع وعيينة أسلما من قبل، وشهدا فتح مكّة وحنيناً والطائف، لكنّهما صَحِبا الوفد.

فلمّا قَدِم الوفد ودخلوا المسجد نادوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من وراء حجراته: أو اخرج إلينا يا محمّد! فآذى ذلك رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من صياحهم (1) ، فخرج إليهم.

فقالوا: يا محمّد، جئناك نفاخرك، فأَذن لشاعرنا وخطيبنا، قال: (قد أذنت لخطيبكم فليقل)، فقام عطارد بن حاجب، فقال:

الحمد لله الذي له علينا الفضل والمنّ وهو أهله، الذي جعلنا ملوكاً، ووهب لنا

____________________

(1) قيل: فنزلت: ( إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) الحجرات: 4.