دلائل الإعجاز
قدّمنا لك حديثاً مُسهباً عن آراء ونظرات حول قضيّة الإعجاز القرآني، ومحاولات وجهود مبذولة بشأنه طول التاريخ. وهكذا الحديث عن أجواء أدبية رفيعة كانت أحاطت بعهد نزول القرآن، ذلك العهد الحافل بجحافل من خطباء مصاقع وفطاحل من شعراء مفلّقين، كانوا على ذروة من فصاحة البيان وطلاقة اللسان، فباهاهم وتحدّاهم: لو يأتوا بحديث مثله، أي يُماثله ويُجاريه في شرف الكلام وفي فضيلة البيان، لكنهم - بأجمعهم - عجزوا عن مقابلته، وأمسكوا عن معارضته، وتراجعوا صاغرين.
وبعد، فقد حان أوان الخوض في خضمّ دلائل إعجازه، والوقوف على أسرار بلاغته، تَطلّعاً إلى المُستطاع من فهم دقائقه ومزاياه، والكشف عن نُكته وخباياه... المُستَخلَص ذلك في ثلاثة أبواب - هي خطوط اتجاه البحث - كلّ باب يشتمل على فصول هي حقول من الرياض النَضِرة:
الباب الأوّل في الإعجاز البياني: بديع نظمه وعجيب رصفه وغريب أسلوبه.
الباب الثاني في الإعجاز العلمي: إشاراتٌ عابرة وإلماعات خاطفة عن غياهب