وجوه الإعجاز في مختلف الآراء والنظرات:
اختلفت أنظار العلماء في وجه إعجاز القرآن بين مَن أنهاه إلى عدّة وجوه ومَن اقتصر على وجه واحد، ولا يزال البحث مستمرّاً على هذا السر الذي هو دليل الإسلام.
1 - ذهب أرباب الأدب والبيان إلى أنّها الفصاحة البالغة والبلاغة الفائقة، إنْ في بديع نَظمه أو في عجيب رصفه، الذي لم يسبق له نظير ولن يَخلفه بديل.
قد نُضّدت عباراته نضداً مؤتلفاً، ونُظّمت فرائده نظماً متلائماً، وُضعت كلّ لفظة من في موضعها اللائق بها، ورُصّفت كلّ كلمة منه إلى كلمات تناسبها وتوائمها، وضعاً دقيقاً ورصفاً تامّاً، يجمع بين أناقة التعبير وسلاسة البيان، وجزالة اللفظ وفخامة الكلام، حلواً رشيقاً وعذباً سائغاً، ويستلذّه الذوق ويستطيبه الطبع، ممّا يستشفّ عن إحاطة واسعة ومعرفة كاملة بأوضاع اللغة ومزايا الألفاظ والكلمات والتعابير، ويقصر دونه طوق البشر المحدود!
قالوا في دقّة هذا الرصف والنَضد: لو انتُزعت منه لفظة ثُمّ أُدير بها لغة العرب كلّها على أن يوجد لها نظير في موضعها الخاصّ لم توجد البتة.