3%

وأنشد:

وكائنٌ وكم عندي لهُم مِن صنيعةٍ

أيادي ثنّوها عليَّ وأَوجبوا

وأيضاً:

كَم نعمْ كانتْ لكم

كَمْ كَمْ وكَمْ

وقال آخر:

نَعَق الغرابُ ببين ليلى غدوةً

كمْ كمْ وكم بفراقِ ليلٍ يَنعقُ

وأيضاً:

هلاّ سألتَ جُموعَ كِندَةَ

يومَ وَلّوا أَينَ أَينا

وقوله:

أردتُ لنفسي بعضَ الأُمورِ

فأَولى لنفسي أَولى لها

قال: وهذا أَولى المواضع بالتأكيد؛ لأنّ الكافرين أَبدأوا في ذلك وأعادوا.

فكرّر سبحانه؛ ليؤكّد إياسهم وحسم أطماعهم بالتكرير (1) .

هل في القرآن لفظة غريبة؟

قال قوم: إنّا إذا تَلونا القرآن وتأمّلناه وجدنا معظم كلامه مبنيّاً ومؤلّفاً من ألفاظ قريبة ودارجة في مخاطبات العرب ومستعملة في محاوراتهم، وحظّ الغريب المشكل منه بالإضافة إلى الكثير من واضحه قليل، وعدد الفِقَر والغُرَر من ألفاظه بالقياس إلى مباذله ومراسيله عدد يسير، الأمر الذي لا يشبه شيئاً من كلام البلغاء الأقحاح من خطباء مصاقع وشعراء مفلّقينَ، كان ملء كلامهم الدرر والغرر والغريب والشارد.

لكن الغرابة على وجهين - كما ذكره أبو سليمان حمد بن محمّد الخطابي في كتابه (معالم السنن) قال: الغريب من الكلام إنّما هو الغامض البعيد من الفهم، كما

____________________

(1) مجمع البيان: ج10 ص552.