3%

6 - تلاؤم فرائده وتآلف خرائده

الترابط والتناسق المعنوي:

لا شك أنّ حسن الكلام إنّما هو بالتناسب القائم بين أجزائه، من مفتتح لطيف وختام منيف ومقاصد شريفة احتضنها الكلام الواحد، وهكذا كان التناسب بين آيات الذكر الحكيم أنيقاً، والترابط بين جمله وتراكيبه وثيقاً.

وهذا التناسب والترابط بين أجزاء كلامه تعالى قد يُلحظ في ذات آية واحدة من صدر وذيل هي فاصلتها، أو في آيات جمعتها مناسبةٌ واحدة هي التي استدعت نزولهنّ دفعة واحدة في مجموعة آيات يختلف عددهنّ، خمساً أو عشراً أو أقل أو أكثر.

وقد يُلحظ في مجموعة آيات سورة كاملة؛ باعتبارها مجموعة واحدة ذات هدف واحد أو أهداف متضامّة بعضها إلى بعض، هي التي شكّلت الهيكل العظمي للسورة، ذات العدد الخاصّ من الآيات، فإذا ما اكتمل الهدف وتمّ المقصود اكتملت السورة وتمّت أعداد آيها، الأمر الذي يرتبط مع الهدف المقصود؛ ومِن ثَمّ يختلف عدد آيات السور من قصار وطوال.

وهناك مناسبة زعموها قائمة بين خاتمة كل سورة وفاتحة السورة التالية لها