3%

* كقوله تعالى: ( أُولئِكَ الّذِينَ اشْتَرَوُا الضّلاَلَةَ بِالْهُدَى‏ فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ) (1) ، فقد تمّ الكلام عند قوله: ( فما رَبِحت تجارتُهم ) لكنّه أوغل في تفضيع حالتهم، وأفاد زيادة المبالغة في ضلالتهم، حيث كان عدم الاسترباح مستنداً إلى عدم اهتدائهم إلى طرق التجارة، ومِن ثَمّ استُبدلوا بالخير شرّاً وبالصلاح فساداً.

* وقوله تعالى: ( قَالَ يَا قَوْمِ اتّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتّبِعُوا مَن لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مّهْتَدُونَ ) (2) ، حيث قد تمّ المعنى بدون ( وهم مهتدون ) ؛ إذ الرسل مهتدون لا محالة، لكنّه إيغال أفاد زيادة الحثّ على الاتّباع والترغيب في الرسل، وأنّ متابعتهم لا تستدعي خسراناً أبداً.

* وقوله تعالى: ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) (3) .

* وقوله تعالى: ( وَلاَ تُسْمِعُ الصّمّ الدّعَاءَ إِذَا وَلّوْا مُدْبِرِينَ ) (4) ، فقد تمّ المقصود بدون ( إذا ولّوا مدبرينَ ) لولا أنّه أفاد المبالغة في عدم إمكان الإسماع؛ لأنّ الأصمّ إذا ولّى مدبراً كان أبلغ في تغافله وإعراضه عن الانصياع للدعوة.

هل في القرآن سجع؟

بعد أن عرفت مواضع الفواصل من آيات الذكر الحكيم، وأقسامها الأربعة على ما فصّلها علماء البيان، نُلفت نظرك إلى ناحية أُخرى هي مسألة السجع، هل في القرآن منه شيء؟ وأوّل مَن تكلّم في ذلك وأنكر وجوده في القرآن، وأنّه يترفّع

____________________

(1) البقرة: 16.

(2) يس: 20 و21.

(3) المائدة: 50.

(4) النمل: 80.