( فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصّلْبِ وَالتّرَائِبِ ) (1) .
الدِفق: الدفع بشدّة، والدافق هنا بمعنى المدفوق، وقد شاع هذا الاستعمال عند العرب ولا سيّما عند أهل الحجاز، قال الفرّاء: أهل الحجاز أفعل لهذا مِن غيرهم أن يجعلوا المفعول فاعلاً إذا كان في مذهب نعت، كقول العرب: هذا سرٌّ كاتم، وهمٌّ ناصب، وليلٌ نائم، وعيشةٌ راضية، قال: وأعان على ذلك أنّها تُوافق رؤوس الآيات التي هي معهنّ (2) .
والصُلب: العمود الفقري الممتدّ مِن الكاهل حتى العَجْب.
والترائب: جمع تريب وتريبة، أُطلق على عظام متساوية الأطراف ومترادفة التركيب في هيكل الإنسان العظمي، منها الضلوع الكائنة بين الثديين، ومنها العظم الناتئ بين الحاجبين فوق العينين، ومنها العظم المنحني المتساوي الطرفين الكائن بين أُصول الفخذين فوق العانة كما نُقل عن الضحّاك - فيما رواه ابن كثير - قال: الترائب بين الثديين والرجلين والعينين (3) .
____________________
(1) الطارق: 7.
(2) معاني القرآن: ج3 ص255.
(3) تفسير ابن كثير: ج4 ص498.