( وَالسّماءِ ذَاتِ الرّجْعِ * وَالأَرْضِ ذَاتِ الصّدْعِ ) (1)
الفضاء المحيط بالأرض له خاصّة ارتجاعية، بسبب حالتها الانحنائية الحاصلة لها بفعل الجاذبة الأرضية، وهذا الوضع الدائري للسماء هو الذي أكسبها هذه الخاصّة الارتجاعية، فتُرجع كلّ ما يصعد إليها بشدّة ودفق.
وقد فَهم المفسّرون الأوائل: أنّها تُرجع البخار الصاعد إليها مطراً.
والآن فقد علمنا أنّ الأمواج اللاسلكية والتليفزيونية ترتدّ هي الأُخرى من السماء إذا أُرسلت إليها، بسبب انعكاسها على الطبقات العليا الآيونية، ولهذا نستطيع أن نلتقط ما تذيعه المذاييع البعيدة بعد انعكاسها ونستمع إليها ونشاهدها، ولولا ذلك لضاعت وتشتّتت ولم نعثر عليها، فالسماء أشبه بمرآة عاكسة تُرجع ما يُبثّ إليها، فهي السماء ذاتُ الرجع.
وهي أيضاً تعكس الأشعة الحرارية تحت الحمراء فتُرجعها إلى الأرض؛ لتدفئها.
* * *
____________________
(1) الطارق: 11 - 12.