3%

الرتق والفتق في السماوات والأرض

( أَوَلَمْ يَرَ الّذِينَ كَفَرُوا أَنّ السّماوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا ) (1) .

( ثُمّ اسْتَوَى‏ إِلَى السّماءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ) (2) .

اختلف أهل التفسير في المراد مِن الرتق والفتق في الآية على قولين:

الأَوّل: أنّ السماء كانت رتقاً مسدوداً نوافذها لا تمطر، والأرض ملتحماً مساربها لا تنبت، ففتقناهما: ( فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ ) (3) ( ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقّاً * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً ) (4) .

قال البيضاوي: وعليه فالمراد بالسماوات هي سماء الدنيا، وجمعها باعتبار الآفاق، أو لعلّ للسماوات بأسرها مدخلاً في الإمطار (5) ، وكلاهما خلاف التحقيق

____________________

(1) الأنبياء: 30.

(2) فصّلت: 11.

(3) القمر: 11.

(4) عبس: 26، 27.

(5) أنوار التنزيل: ج4 ص39.