عنوان عنونَ به سيد مير علي الهندي مقاله بهذا الشأن، فلنترك القلم بيده (1) :
قال: والمبادئ الأساسية التي أُنشئ النظام الإسلامي على أساسها هي:
1 - الآيات بالوحدانية، ولا مادّية الخالق وقدرته ورحمته وحبّه الشامل.
2 - المحبّة والإخاء بين الجنس البشري.
3 - قهر الشهوة وكسر صولتها والضبط من جموحها.
4 - تدفّق الشكر المتواصل من القلب، لواهب النِعم والآلاء.
5 - مسؤولية الإنسان ومحاسبته على ما قدّمت يداه في الدنيا والآخرة.
والحقّ أنّ المفاهيم الرفيعة النبيلة - التي ورد ذكرها في القرآن الكريم - فيما يتعلّق بقدرة الخالق ولطفه وإنعامه لخلقه تفوق أيّة مفاهيم أُخرى من نوعها وردت في أيّة لغة أُخرى.
فوحدانية الله ولا ماديته وجلاله ورحمته تشكّل الموضوع الثابت الذي لا ينتهي لأفصح عبارة في آيات تستثير الروح وتهيّج الوجدان، ويظلّ فيها تدفّق الحياة والروح زاخراً لا ينقطع جريانه، وليس في ذلك أيّ أثر للتحكّم أو الجمود ضمن قواعد محدّدة.
فالدعوة موجّهة إلى الضمير الداخلي للإنسان وحده، وهو الذي تناشده دعوة محمّد (صلّى الله عليه وآله).
ولإدراك واقع الحال علينا أن نقلب بعض صفحات التاريخ. فلنلتفت إلى الماضي التفاتة قصيرة لنرى المبادئ الدينية التي كانت قائمة آنذاك، أي عندما جاء نبيّ الإسلام مبشّراً برسالته.
ولنبدأ بفكرة الربوبية:
كانت هذه تختلف بين العرب الأقوياء، وفقاً لثقافة الفرد أو القبيلة، فهي ترتقي
____________________
(1) من كتابه روح الإسلام: ص157 - 185 مع شيء من التغيير والتعديل.