أبو مرة عروة بن مسعود الثقفي
من المعروف تاريخيّاً أنّ الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) قد بذل كثيراً وحرص على الصدع برسالته الخلاّقة، وكانت الطائف هي أحد المراكز التي قصدها (صلّى الله عليه وآله)، ومن المعروف جيداً مبلغ المعاناة من جرّاء جهل أهل الطائف لهذا الداعية المحرر؛ فقد عاد النبي (صلّى الله عليه وآله) من الطائف وهو متعب ومخضب بالدم، فلم يستجب لدعوته أحد قط سوى رجل واحد تبع أثره ولحق به، لا يعرف غيره.
ثمّ إنّه اتّصل به فأسلم وحسن إسلامه، ذلك هو قطب ثقيف، والد السيدة ليلى التي لا يعرف ما إذا كانت مولودة أو غير مولودة في تلك الفترة.
إنه عروة بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، واسمه قيس بن منبّه بن بكر بن هوزان بن عكرمة بن حصفة بن قيس عيلان الثقفي. أبو مسعود، وقيل: أبو يعفور، شهد صلح الحديبية، وكني بأبي مرة(١) .
فعروة بن مسعود الثقفي زعيم من زعماء العرب، وسيد ممّن ساد قومه فأحسن السيادة، وهو رابع أربعة من العرب سادوا قومهم كما ورد عن النبي (صلّى الله عليه وآله) قول حول عروة والثلاثة الآخرون، وهو قوله:(( أربعة سادة في الإسلام؛ بشر بن هلال العبدي، وعدي بن حاتم، وسراقة بن مالك المدلجي، وعروة بن مسعود الثقفي )) (٢) .
____________________
(١) انظر الاستيعاب في معرفة الأصحاب - لابن عبد البر، ق ٣ ج ٣ / ١٠٦٦ - ١٠٦٧، طبعة مصر.
(٢) انظر نَفَس المهموم - للشيخ القمي.