25%

الفصل الثاني

علي الأكبر

ميلاده المجيد

تعوّدنا الاختلاف في الروايات المدوّنة حول كثير من الاُمور التاريخيّة، ووفق هذهِ العادة الملحوظة يأتي الكلام عن زمن ولادة عليّ الأكبر (عليه السّلام).

أمّا مكان ولادته فهو مدينة جدّه المنورة من دون مبرر للشك والاختلاف في ذلك، اللهّم [إلاّ] إذا اعتبرنا ولادته في عهد خلافة الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السّلام)، فحينئذٍ يكون لدينا [احتمال] بأنّ المكان هو مدينة الكوفة، لا سيما وقد كان الإمام الحسين (عليه السّلام) مقيماً فيها يومذاك. فزمن ولادته هو في خلافة عثمان(١) . وقيل: قبل قتل عثمان بسنتين(٢) . وجاء أنه ولد بعد استشهاد الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السّلام)(٣) .

ولعلّ ما أورده الأصفهاني أضبط من غيره، مؤيّداً بما أورده النسابة الكلبي ومصعب؛ حيث ذكرا أنه ولد قبل قتل عثمان بسنتين. هذا وإنّ للأصفهاني قرائن تؤكّد ولادته حين ذلك، وتؤكّد معاصرته للإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام). فمما قاله الأصفهاني: وقد روى عن جدّه علي بن أبي طالب (عليه السّلام)(٤) . لكنه لم يسجّل لنا بعضاً ممّا رواه علي الأكبر عن جدِّه (عليه السّلام)؛ لضيق الوقت كما قال الأصفهاني، أو لعدم المناسبة في ذلك الموضوع.

أمّا فيما يتعلق بأخبار ميلاده الأغر فليس لدينا شيء منها، بيد أن هناك مجموعة روايات عن عائشة بصدد ميلاد علي الأكبر؛ فقد جاء بكتاب مطبوع حديثاً أنّ لعائشة روايات كثيرة حول [ولادته] (عليه السّلام)(٥) ، ولم يورد الكتاب بعض تلك الروايات والذي يبدو أن تلك المجموعة من الأخبار والروايات ليست موجودة أو مدوّنة، وإنّما هي مجرد إشارات ينوهون بها فقط.

ولو تجشّم المؤرّخون بعض الأتعاب الجزئية لتدوينها وسردها لما أخذت منهم وقتاً كما نرى، لا سيما وهي خير قرائن تفيد تحديد مدة ولادته الشريفة ومتعلقاتها، وتوحي إلى عدة اُمور يمكن الاستفادة منها.

____________________

(١) انظر مقاتل الطالبيِّين - لأبي الفرج الأصفهاني / ٨١.

(٢) نسب قريش / ٥٧.

(٣) الإرشاد - للشيخ المفيد.

(٤) مقاتل الطالبيِّين / ٨١، ط ٢ بمصر سنة ١٩٧٠.

(٥) وسيلة الدارين - للسيد إبراهيم الزنجاني / ٢٨٦، طبع ببيروت.